مدقع، أو غرم مفظع، أو دم موجع، ومن سأل الناس ليثري به ماله، كان خموشاً في وجهه يوم القيامة، ورضفاً يأكله من جهنم، فمن شاء فليقل، ومن شاء فليكثر".
أقول: من سياسات النبوة أن يعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سئل، حتى ولو كان السائل غير مستحق، فإن لم يجد فقد كان صلى الله عليه وسلم يعد أنه إذا جاءه شيء أعطى السائل، ونادراً ما اعتذر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العطاء.
3380 - * روى أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال عمر: يا رسول الله لقد سمعت فلاناً وفلاناً يحسنان الثناء يذكران أنك أعطيتهما دينارين قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والله لكن فلاناً ما هو كذلك، لقد أعطيته ما بين عشرة إلى مائة فما يقول ذلك، أما والله إن أحدكم ليخرج بمسألته من عندي يتأبطها، يعني يكون تحت إبطه يعني ناراً، قال عمر: يا رسول الله لم تعطيها إياهم؟ قال: فما أصنع يأبون إلا ذاك ويأبى الله لي البخل". وفي رواية: "لقد أعطيته ما بين العشرة إلى المائة أو قال المائتين".
أقول: يظن بعضهم أن الحياة المثالية الكاملة هي الحياة التي لا تدخلها المنفعة أو المصلحة أو المال، وهذا وهم، فالداعية الكامل يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أحواله ومن ذلك أنه واسطة للخير كله.
3381 - * عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سأل مسألة وهو عنها غني كانت شيناً في وجهه يوم القيامة.