فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} فالآية عامة في حياته قبل وفاته وبعد وفاته وما زال عمل العلماء على ذلك وقد ذكر العلماء المفسرون لهذه الآية كالحافظ ابن كثير حكاية العتبي المشهورة قال العتبي (?): كنت جالساً عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا}. وقد جئتك مستغفراً من ذنبي مستشفعاً بك إلى ربي ثم أنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
قال العتبي: ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيناي فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فقال: يا عتبي الحق الأعرابي وبشره بأن الله قد غفر له. أهـ. وقال الحافظ ابن كثير إنها حكاية مشهورة (?).
وإن الذين أنكروا على الأستاذ البنا رحمه الله اعتباره أن مسألة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم من باب الفروع الفقهية فاتهم أن هناك كثيراً من أئمة الهدى توسلوا بالنبي صلى الله عليه أو أجازوا التوسل به، وإن من الغلو أن نحكم على أمثال هؤلاء بالضلال.
وقد تتبع بعض أهل العلم ما أثر عن بعض العلماء في هذا الشأن:
قال الإمام مالك (?) رضي الله عنه للخليفة المنصور لما حج وزار قبر النبي عليه وآله