الأحكم، لذلك أدخلنا أذكار الصلاة ودعواتها في الصلاة، وأدخلنا الكلام عن أسماء الله الحسنى واسمه الأعظم والدعاء بذلك في قسم العقائد كما أدخلنا موضوع الرقي وهي من الدعوات هناك، وسنجد أذكاراً ودعوات في مناسباتها في الصوم والزكاة والحج والجهاد والنكاح ... وذلك أن هناك أمكنة ألصق بأذكار ودعوات، وجعلنا في هذا الكتاب ما سوى ذلك، وهذه معالك حول الذكر نتقدم بها بين يدي هذا الجزء:
1 - قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} (?) وقال تعالى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (?) دلت هذه الآية على أن التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم منوط بالذكر الكثير، وقال تعالى {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} (?) أي انقطع إليه انقطاعاً، واسم الرب عز وجل الأول هو لفظ الجلالة (الله) فمن قال الله فقد ذكر الله عز وجل وذلك من ذكر الله في أي معرض فقد ذكر اسم الله سواء في ذلك بالاستغفار أو بالتسبيح أو بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فيما سوى ذلك من الأذكار المأثورة وما وافقها.
2 - هناك نصوص تحدثت عن ذكر محض ونصوص تحدثت عن دعاء محض ونصوص تحدثت عن ذكر ودعاء، والذكر في الحقيقة دعاء ولذلك ورد (أفضل الدعاء الحمد لله) أخرجه الترمذي (3280) وحسنه وقد رأينا قوله تعالى {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} فالدعاء ذكر ولذلك دمجنا الكلام عن الأذكار والأدعية في جزء واحد وجعلنا هذا الجزء بعد جزء القرآن وجلنا الكتابين بعد الصلاة لأن قراءة القرآن والذكر والدعاء ألصق شيء في الصلاة بل الصلاة هي المظهر الأعلى لذكر الله حالاً ومقالاً وهي بما فيها من أذكار وما تستتبعه وما يلزم لها من أذكار وأدعية تكاد تستقطب أكثر الأذكار الواردة في السنة بل هي تحقيق لكثير من الأوامر القرآنية بالذكر وما يدخل فيه، فالصلة واضحة بينها وبين ما ذكرناه بعدها أي هذا الكتاب والذي قبله.