المعوذتان فعمله محمولٌ على أنه لا يرى سُنِّيَّةَ كتابتهما أو أن ذلك كان قبل علمه بقرأنيتهما بدليل أن كثيراً من القراءات العشر تصل في سندها إلى ابن مسعود وفيها المعوذتان والفاتحة، والنقل لها عن ابن مسعود صحيح، فقراءة عاصم عن زُرعة عن ابن مسعود فيها المعوذتان والفاتحة وهي صحيحة، ونقلُها عن ابن مسعود صحيح، وقد نقل صاحب مناهل العرفان أنه قد صح عن ابن مسعود أن رجع إلى ما في مصحف عثمان وحرق مصحفه في آخر الأمر، ورواية عاصم المتواترة والتي تصل بالسند الصحيح إلى ابن مسعود دليل على ذلك وكما أن سنداً صحيحاً عن عاصم يصل إلى ابن مسعود وفيه المعوذتان وهو أحد أئمة القراء السبعة فإن حمزة وهو من القراء السبعة أحد من قرأ القرآن كله بأسانيد صحيحة وفيه المعوذتان عن ابن مسعود نفسه. ولحمزة سند صحيح آخر إلى ابن مسعود بهذه القراءة، والكسائي وهو أحد أئمة القراء السبعة، أحد أسانيده، يصل إلى ابن مسعود أيضاً وفيه المعوذتان، وأن قراءة خلف وهو أحد الأئمة العشرة في القراءات يصل بأحد أسانيده إلى ابن مسعود وفيه المعوذتان.

فعلى فرض صحة ما نقل عن ابن مسعود فالقول ببقائه عليه محض افتراء، كل ما في الأمر أنه لم يكتب الفاتحة في مصحفه لشهرتها وعدم الخوف عليها من النسيان وكذلك القول في المعوذتين، وقيل إنه لم يكن يعلم في أول الأمر أن المعوذتين من القرآن بل كان يفهم أنهما رقية ثم علم بعد ذلك قرآنيتهما، ومن هنا جاءت الروايات الصحيحة عنه بقرآنيتهما. قال صاحب مناهل العرفان: كما سقناه بين يديك عن أربعة من القراء السبعة بأسانيد هي من أصح الأسانيد المؤدية بما تواتر وبما استفاض وبما أجمعت الأمة عليه.

2934 - * روى أحمد عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمر فقال: "يا عائشة، استعيذي بالله من شر هذا، فإن هذا هو الغاسِقُ إذا وقب" (1).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015