المكان، {فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.

2846 - * روى الترمذي عن أبي نضرة (رحمه الله) قال: قرأ أبو سعيد الخدري: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} (?) قال: هذا نبيكم يُوحى إليه، وخيارُ أئمتكم لو أطاعهم في كثير من الأمر لعنتُوا، فكيف بكم اليوم.

أي: اعلموا أن بين أظهركم رسول الله فعظموه ووقروه وتأدبوا معه، وانقادوا لأمره، فإنه أعلم بمصالحكم، وأشفق عليكم منكم، ورأيه فيكم أتم من رأيكم لأنفسكم، ثم بيَّن أن رأيهم سخيف بالنسبة إلى مراعاة مصالحهم فقال: {لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} أي لو أطاعكم في جميع ما تختارونه لأدى ذلك إلى عنتكم وحرجكم.

يريد أبو سعيد بخيار الأئمة هنا: الصحابة رضي الله عنهم لو أطاعهم النبي صلى الله عليه وسلم لعنتوا، وقوله: "فكيف بكم اليوم" الخطاب فيه للتابعين، أي كيف يكون حلكم لو يُقتدى بكم ويؤخذ بآرائكم ويترك كتاب الله وسنةُ رسوله. (م).

قال (?): قال الله تعالى للصحابة: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} فقال أبو سعيد الخدري: هذا القول ينطبق على التابعين من باب أولى ونقول نحن: فكيف بأهل عصرنا حيث ساد الجهلُ بالدين وأصبح الدينُ غريباً بين أهله. نعم لا يجوز لنا أبداً أن نترك الكتاب والسنة ونتَّبع أهواء الناس سواء كانوا أغلبية أم أقلية، فاحلكم في الإسلام لله عز وجل. هذا مبدأ مقرر وإننا لنجد بالاستقرار أن أكثر المسلمين اليوم بحمد الله يحبون الشريعة الإسلامية ويؤيدونها.

2847 - * روى أبو داود عن (أبي جُبيرة بن الضحاكِ) قال فينا نزلتْ هذه الآية - بني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015