في يده ما وضعه، فقال: "إنه قد أُذن لكن أن تخرجن لحاجتكُنَّ"، قال هشام، يعني: البراز.
قال الحافظ 8/ 531 قوله: "بعد ما ضرب الحجاب" وقد تقدم في كتاب الطهارة من طريق هشام بن عروة عن أبيه ما يخالف ظاهره رواية الزهري هذه عن عروة.
قال الكرماني: فإن قلت: وقع هنا "أنه كان بعد ما ضرب الحجاب" وتقدم في الوضوء "أنه كان قبل الحجاب" فالجواب: لعله وقع مرتين.
قلت: (القائل ابن حجر) بل المراد بالحجاب الأول غير الحجاب الثاني.
والحاصل: أن عمر رضي الله عنه وقع في قلبه نفرة من اطلاع أجانب على الحريم النبوي، حتى صرح بقوله للنبي عليه الصلاة والسلام "احجب نساءك" وأكد ذلك، إلى أن نزلت آية الحجاب، ثم قصد بعد ذلك أن لا يبدين أشخاصهن أصلاً، ولو كن مستترات، فبالغ في ذلك، فمنع منه، وأذن لهن في الخروج لحاجتهن، دفعاً للمشقة، ورفعاً للحرج.
2811 - * روى أبو داود عن أم سلمة (رضي الله عنها) قالت: "لما نزل: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} (?) خرج نساء الأنصار كان على رؤوسهن الغربان من الأكسية".
2812 - * روى الشيخان عن أبي هريرة (رضي الله عنه): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كانت بنو إسرائيل يغتسلون عُراةً ينظر بعضهم إلى سوأة بعضٍ، وكان موسى عليه السلام يغتسل وحده، فقالوا: والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدَرُ، قال: فذهب مرةً يغتسل، فوضع ثوبه على حجرٍ، ففرَّ الحجرُ بثوبه،