كتابه الأحوذي في شرح الترمذي الجميع من الفضائل، وفي هذا الحديث فضيلة يوم الجمعة ومزيته على سائر الأيام. اهـ. وفيه استحباب الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة بل وفي ليلتها كما جاء في بعض الأحاديث وأنها تعرض عليه صلى الله عليه وسلم والأحاديث في ذلك كثيرة مشهورة (منها) ما رواه الإمام الشافعي في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان يوم الجمعة وليلة الجمعة فأكثروا الصلاة علي" [وهو حديث حسن] (ومنها) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة فإنه مشهود تشهده الملائكة، وإن أحداً لن يصلي علي إلا عرضت علي صلاته حتى يفرغ منها"، قال: قلت: وبعد الموت، قال: "إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام" رواه ابن ماجه بسند جيد (وعن ابن مسعود) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام" رواه النسائي وابن حبان في صحيحه [وهو صحيح]، وكذلك رواه الإمام أحمد.
وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تبارك وتعالى ملكاً أعطاه أسماء الخلائق فهو قائم على قبري إذا مت فليس أحد يصلي علي صلاة إلا قال: يا محمد صلى عليك فلان بن فلان: قال فيصلي الرب تبارك وتعالى على ذلك الرجل بكل واحدة عشر، [رواه الطبراني وابن حبان وهو صحيح] وغير ذلك كثير "وقد ذكر الحافظ ابن القيم" رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد [نحو ذلك] ... (وفيها) أن النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره وأن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء والأحاديث في ذلك كثيرة قال الشوكاني وقد ذهب جماعة من المحققين إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حي بعد وفاته وانه يسر بطاعات أمته؛ وأن الأنبياء لا يبلون مع أن مطلق الإدراك كالعلم والسماع ثابت لسائر الموتى، وورد النص في كتاب الله في حق الشهداء أنهم أحياء يرزقون، وأن الحياة فيهم متعلقة بالجسد، فكيف بالأنبياء والمرسلين، وقد ثبت في الحديث أن الأنبياء أحياء في قبورهم وصححه البيهقي، وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مررت بموسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره".
الفتح الرباني 6/ 10 - 12.