410 - * روى الطبراني عن كعب بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من رأى مقتل حمزة؟ " فقال رجل: أعزك الله أنا رأيت مقتله. فانطلق، فوقف على حمزة، فرآه قد شق بطنه، وقد مثل به، فقال: يا رسول الله قد مثل به، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر إليه، ووقف بين ظهراني القتلى، وقال: "أنا شهيد على هؤلاء، لفوهم بدمائهم، فإنه ليس مجروح يجرح في سبيل الله، إلا جاء جرحه يوم القيامة يدمى لونه لون الدم وريحه ريح المسك، قدموا أكثرهم قرآناً واجعلوه في اللحد".
411 - * روى الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: لما كان يوم أحد: أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلاً، ومن المهاجرين ستة - فيهم حمزة - فمثلوا بهم، فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يوماً مثل هذا لنربين عليهم قال: فلما كان يوم فتح مكة فأنزل الله (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين) (?) فقال رجل لا قريش بعد اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كفوا عن القوم إلا أربعة".
قال محقق جامع الأصول: والأربعة الذين أباح رسول الله صلى الله عليه وسلم دماءهم هم: عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، أما عكرمة بن أبي جهل: فهرب إلى اليمن، وأسلمت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام، فاستأمنت له من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمنه. فخرجت في طلبه إلى اليمن، حتى أتت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم وحسن إسلامه.