العوام قال: "مال الرماة يوم أحد يريدون النهب، فأتينا من ورائنا، وصرخ صارخ: ألا إن محمداً قد قتل، فانكفأنا راجعين، وانكفأ القوم علينا". أ. هـ.
387 - * روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما كان يوم أحد هزم المشركون فصرخ إبليس لعنة الله عليه أي عباد الله، أخراكم، فرجعت أولاهم، فاجتلدت هي وأخراهم، فبصر حذيفة، فإذا هو بأبيه اليمان، فقال: أي عباد الله، أبي، أبي، قال: قالت: فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفة: يغفر الله لكم، قال عروة: فوالله ما زالت في حذيفة منها بقية خير، حتى لحق بالله.
في رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم لحذيفة دية أبيه فرفضها وتصدق بديته على المسلمين فزاده ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم خيراً.
388 - * روى البزار عن أبي بكر، رضي الله عنه: لما انصرف الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم كنت أول من فاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أنظر إلى رجل يقاتل بين يديه فقلت: كن طلحة، ثم نظرت فإذا أنا بإنسان خلفي كأنه طائر فلم أشعر أن أدركني، فإذا هو أبو عبيدة ابن الجراح، وإذا طلحة بين يديه صريعاً، قال: دونكم أخوكم فقد أوجب، فتركناه، وأقبلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا قد أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه سهمان فأردت أن أنزعهما فما زال أبو عبيدة يسألني ويطلب إلي حتى تركته فنزع أحد السهمين وأزم عليه بأسنانه فقلعه، وابتدرت إحدى، ثنيتيه، ثم لم يزل يسألني ويطلب إلي أن أدعه ينزع الآخر، فوضع ثنيته على السهم وأزم عليه كراهية أن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم إن تحول فنزعه وابتدرت ثنيته أو إحدى ثنيته فكان أبو عبيدة أهتم الثنايا.