ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين) (?).

ولقد اتضح الأثر الإيجابي لهذا الدرس، يوم أن لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلاً بالرفيق الأعلى، فقد كانت شائعة أحد هذه، مع ما نزل بسببها من القرآن، هي التي أيقظت المسلمين ونبهتهم إلى الحقيقة، فودعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقلوبهم الحزينة، ثم رجعوا إلى الأمانة التي تركها بين أيديهم، أمانة الدعوة والجهاد في سبيل الله، فنهضوا بها أقوياء بإيمانهم أشداء في عقيدتهم وتوكلهم على الله تعالى.

376 - * روى البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد: أرأيت إن قتلت فأين أنا؟ قال: "في الجنة" فألقى تمرات في يده، ثم قاتل حتى قتل.

قال في الفتح: لكن وقع التصريح في حديث أنس أن ذلك كان يوم بدر، والقصة التي في الباب وقع التصريح في حديث جابر أنها كانت يوم أحد، فالذي يظهر أنهما قصتان وقعتا لرجلين، والله أعلم. وفيه ما كان الصحابة عليه من حب نصر الإسلام، والرغبة في الشهادة ابتغاء مرضاة الله.

377 - * روى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: دخل علي بن أبي طالب على فاطمة يوم أحد فقال: خذي هذا السيف غير ذميم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لئن كنت أحسنت القتال لقد أحسنه سهل بن حنيف وأبو دجانة سماك بن خرشة".

378 - * وروى أبو يعلى عن عقبة مولى جبر بن عتيك رضي الله عنهما، قال: شهدت أحداً مع موالي فضربت رجلاً من المشركين، فلما قتلته قلت: خذها مني وأنا الرجل الفارسي،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015