يبعث رهطاً يقتلونه فبعث محمد بن مسلمة - وذكر قصة قتله - فلما قتلوه فزعت اليهود والمشركون، فغدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: طرق صاحبنا فقتل، فذكر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول، ودعاهم إلى أن يكتب بينه وبينهم كتاباً، ينتهون على ما فيه، فكتب النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينهم وبين المسلمين عامة صحيفة.
قال صاحب الرحيق المختوم: وفي ليلة مقمرة - ليلة الرابع عشر من شهر ربيع الأول سنة 3 هـ، اجتمعت هذه المفرزة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشيعهم إلى بقيع الغرقد، ثم وجههم قائلاً: انطلقوا على اسم الله، اللهم أعنهم، ثم رجع إلى بيته، وطفق يصلي ويناجي ربه.
ولقد نجحت المجموعة بقتل كعب بن الأشرف.
ورجعت المفرزة وقد أصيب الحارث بن أوس بذباب بعض سيوف أصحابه فجرح ونزف الدم، فلما بلغت المفرزة حرة العريض، رأت أن الحارث ليس معهم فوقفت ساعة حتى أتاهم يتبع آثارهم، فاحتملوه حتى إذا بلغوا بقيع الغرقد كبروا وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبيرهم، فعرف أنهم قد قتلوه، فكبر، فلما انتهوا إليه قال: أفلحت الوجوه، قالوا: ووجهك يا رسول الله. ورموا برأس الطاغية بين يديه، فحمد الله على قتله، وتفل على جرح الحارث فبرأ، ولم يؤذ بعده. اهـ.
1 - بهذه العملية حقق رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدافاً:
أ - قطع الطريق على أمثال كعب أن يفعلوا فعله.
ب - أجبر اليهود على أن يجددوا عهداً أو يكتبوا عهداً جديداً وبذلك أكد وحدة المجتمع المدني.
ج - قطع الطريق على أي تعاون بين الداخل والخارج.
د - أكد سيادته على دائرة دولته عليه الصلاة والسلام.