قوله: (والله لتملنه) بفتح المثناة والميم وتشديد اللام والنون من الملال، وعند الواقدي (إن كعباً قال لأبي نائلة: أخبرني ما في نفسك، ما الذي تريدون في أمره؟ قال: خذلانه والتخلي عنه، قال: سررتني). قوله: (وقد أردنا أن تسلفنا وسقاً أو وسقين، وحدثنا عمرو غير مرة فلم يذكر وسقاً أو سقين) قائل ذلك على بن المديني، ولم يقع ذلك في رواية الحميدي، ووقع في رواية عروة (وأحب أن تسلفنا طعاماً. قال: أين طعامكم؟ قالوا: أنفقناه على هذا الرجل وعلى أصحابه. قال: ألم يأن لكم أن تعرفوا ما أنتم عليه من الباطل). (تنبيه): وقع في هذا الرواية الصحيحة أن الذي خاطب كعباً بذلك هو محمد ابن مسلمة، والذي عند ابن إسحاق وغيره من أهل المغازي أنه أبو نائلة، وأومأ الدمياطي إلى ترجيحه، ويحتمل أن يكون كل منهما كلمه في ذلك، لأن أبا نائلة أخوه من الرضاعة، ومحمد بن مسلمة ابن أخته. وفي مرسل عكرمة في الكل بصيغة الجمع (قالوا)، وفي مرسل عكرمة (وائذن لنا أن نصيب منك فيطمئن إلينا، قال: قولوا ما شئتم) وعنده (أما مالي فليس عندي اليوم، ولكن عندي التمر) وذكر ابن عائذ أن سعد بن معاذ بعث محمداً ابن أخيه الحارث بن أوس بن معاذ. قوله: (أرهنوني) أي ادفعوا لي شيئاً يكون رهناً على التمر الذي تريدونه. قوله: (وأنت أجمل العرب) لعلهم قالوا له ذلك تهكماً، وإن كان هو في نفسه كان جميلاً. زاد ابن سعد من مرسل عكرمة (ولا نأمنك، وأي امرأة تمتنع منك لجمالك) وفي المرسل الآخر الذي أشرت إليه (وأنت رجل حسان تعجب النساء) وحسان بضم الحاء وتشديد السين المهملتين.

قوله (دونكم فقتلوه، ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه) في رواية عروة (وضربه محمد بن مسلمة فقتله وأصاب ذباب السيف الحارث بن أوس، وأقبلوا حتى إذا كانوا بجرف بعاث تخلف الحارث ونزف، فلما افتقده أصحابه رجعوا فاحتملوه، ثم أقبلوا سراعاً حتى دخلوا المدينة) وفي رواية الواقدي (إن النبي صلى الله عليه وسلم تفل على جرح الحارث بن أوس فلم يؤذه). وفي مرسل عكرمة (فبزق فيها ثم ألصقها فالتحمت) وفي رواية ابن الكلبي (فضربوه حتى برد، وصاح عند أول ضربة، واجتمعت اليهود فأخذوا على غير طريق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ففاتوهم) وفي رواية ابن سعد (أن محمد بن مسلمة لما أخذ بقرون شعره قال لأصحابه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015