نرهنك اللأمة - يعني: السلاح - قال: فنعم، وواعده أن يأتيه بالحارث، وأبي عبس بن جبر، وعباد بن بشر، قال: فجاؤوا، فدعوه ليلاً، فنزل إليهم، قال سفيان: قال غير عمرو، قالت له امرأته: إني لأسمع صوتاً كأنه صوت دم، قال: إنما هذا محمد بن مسلمة ورضيعه وأبو نائلة، إن الكريم لو دعي إلى طعنة ليلاً لأجاب، قال محمد: إني إذا جاء فسوف أمد يدي إلى رأسه، فإذا استمكنت منه فدونكم، قال: فلما نزل، نزل وهو متوشح، فقالوا: نجد منك ريح الطيب؟ قال: نعم، تحتي فلانة، هي أعطر نساء العرب، قال: فتأذن لي أن أشم منه؟ قال: نعم، فشم، فتناول فشم، ثم قال: أتأذن لي أن أعود؟ قال فاستمكن من رأسه، ثم قال: دونكم، قال: فقتلوه.
359 - * وروى البخاري نحوه، وفيه: قد أردنا أن تسلفنا وسقاً أو وسقين وحدثنا عمرو بن دينار غير مرة، فلم يذكر وسقاً أو وسقين، فقلت له: فيه وسقاً أو وسقين؟ فقال: أرى فيه وسقاً أو وسقين. وفيه: فيسب أحدهم، فيقال: رهن بوسق أو وسقين، هذا عار علينا، وفيه فواعده أن يأتيه، فجاءه ليلاً، ومعه أبو نائلة، وهو أخو كعب من الرضاعة، وفيه: ولو وجداني نائماً ما أنبهاني، وقال، إن الكريم لو دعي إلى طعنة بالليل لأجاب. وفيه: قال لهما: إذا ما جاء، فإني قائل بشعره، فأشمه، فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه، فدونكم فاضربوه - وقال مرة: أشم ثم أشمكم - فنزل إليهم متوشحا، وهو ينفح منه ريح الطيب، فقال: ما رأيت كاليوم ريحاً - أي أطيب - قال كعب: وكيف لا؟ وعندي أعطر نساء العرب، وأجمل العرب، وقال في آخره: ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبروه. وفيه: فجاء محمد بن مسلمة معه برجلين. قيل لسفيان: سماهم عمرو؟ قال: سمى بعضهم، وقال غير عمرو: أبو عبس بن جبر، والحارث بن أوس، وعباد بن بشر.