فاستوهبهم منه عبد الله بن أبي وكانوا حلفاءه فوهبهم له، وأخرجهم من المدينة إلى أذرعات. اهـ.
أقول: من أجل اعتداء على حجاب امرأة مسلمة واحدة فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل، وهذه القصة ذات دلالات كثيرة على طبيعة اليهود وطبيعة النفاق، وكيف أن الحزم من ناحية وحسن السياسة من ناحية أخرى هما طريقا المسلمين في معالجة أمور الدولة.
* * *
في نهاية السنة الثانية للهجرة أخذت الهيبة لعسكرية للمسلمين مداها الكبير في دائرة واسعة من الجزيرة العربية، وأحس ضعفاء المشركين بالخطر وشعر أقوياؤهم بغلبة الإسلام، وبدأت النفوس تتطلع إلى الإيمان، فتوسعت دائرة الدخول في الإسلام، ورأى الكثيرون أن يدخلوا في الإسلام نفاقاً ضعفاً أو خديعة، وبهذا كله أصبحت الدولة الجديدة أمام أوضاع جديدة من المكر والتآلب والتحالفات، ولكن عين رسول الله صلى الله عليه وسلم الساهرة وحكمته الباهرة وتأييد الله له أولاً وآخراً دفع الأمور في غير الطرق التي يخطط لها الأعداء:
{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (?)
{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (?)
* * *