فأقرت صلاة السفرِ، وزيد في صلاة الحضرِ.
قال ابن جرير: (وفي هذه السنة - يعني السنة الأولى من الهجرة - زيد في صلاة الحضر - فيما قبل - ركعتان، وكانت صلاة الحضر والسفر ركعتين، ذلك بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بشهر في ربيع الآخر لمضي ثنتي عشرة ليلة مضت).
أقول: إن دعوات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام جميعاً تقوم على العبادة {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (?) والعبادة مظهرها الأول الصلاة، لذلك كان تشريع الصلاة وتنظيمها وإقامتها من أوائل ما وقع في الإسلام، ومما استمر به اهتمام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا شيء يجب أن يفطن له الدعاة دائماً وأبداً، والصلاة لابد لها مع التأقيت من منظم، ولقد كان الأذان هو المنظم وقد رأينا قصته وستأتي معنا في باب الصلاة أحكامه.
ومن استقرار أمر الصلاة في السنة الأولى ندرك أن أول ما ينبغي أن تهتم به الحركة الإسلامية قبل النصر وبعد النصر هو إقامة الصلاة:
{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} (?)
* * *
266 - * روى مسلمعن عبد الله بن عامر رحمه الله قال: سمعتُ عائشة تقول: سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمهُ المدينة ليلةً، فقال: "ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني