أقول: هذا نموذج آخر على التحالفات والتعاقدات التي كان يجريها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي كانت لها ثمارها المباركة، وآثارها الطيبة على المسلمين.
256 - * روى الطبراني عن جبير بن مُطعم، قال أبو جهل حين قَدِمَ مكة مُنْصرفه عن حمزة: يا معشر قريش إن محمداً قد نزل يثرب وأرسل طلائعه، وإنما يريد أن يُصيب منكم شيئاً، فاحذروا أن تمروا طريقه وأن تُقاربوه فإنه كالأسد الضاري ... وزاد: بعث حمزة حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى سيف البحر في ثلاثين راكباً من المهاجرين، فلقي أبا جهل في ثلاث مائة راكب في عير لقريش جاءت من الشام فحجز بينهم مجديُّ بن عوفٍ الجُهني ولم يكن قتال.
وهذه رواية جبير كاملة:
257 - * روى الطبراني في الكبير عن جُبير بن مُطعم قال: قال أبو جهل بن هشامٍ حين قدِم مكة منصرفَهُ عن حمزة: يا معشر قريش إن محمداً قد نزل يثرب وأرسل طلائعه: وإنما يريدُ أن يُصيبُ منكم شيئاص فاحذروا أن متُروا طُرقه وأنْ تُقاربوه فإنه كالأسد الضاري إنه حنق عليكم، نقيتموه نقي القِردان على المناسم، والله إن له لسحرة ما رأيته قط، ولا حداً من أصحابه إلا رأيتَ معهُم الشياطين، وإنكم قد عرفتم عداوة ابني قيلة فهو عدو استعان بعدوٍّ فقال له مطعِمُ بن عدي: يا أبا الحكم والله ما رأيت أحداً