أمّر رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه السرية حمزة بن عبد المطلب، وبعثه في ثلاثين رجلاً من المهاجرين يعترض عيراً لقريش جاءت من الشام، وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل، فبلغوا سيف البحر من ناحية العيص (?)، فالتقوا واصطفوا للقتال، فمشى مجدي بن عمرو الجهني - وكان حليفاً للفريقين جميعاً - بين هؤلاء وهؤلاء حتى حجز بينهم فلم يقتتلوا.
وكان لواء حمزة أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبيض وكان حامله أبا مرثد كناز ابن حُصين الغنوي.
(2) سرية رابغ، في شوال سنة (?) من الهجرة - أبريل (نيسان) سنة 623 م:
بعث رسول الله صلى الله عليه ولم عبيدة بن الحارث بن المطلب في ستين راكباً من المهاجرين، فلقي أبا سفيان - وهو في مائتين - على بطن رابغ، وقد ترامى الفريقان بالنبل، ولم يقع قتال.
وفي هذه السرية انضم رجلان من جيش مكة إلى المسلمين، وهما المقداد بن عمرو البهراني، وعتبة بن غزوان المازني، وكانا مسلمين، خرجا مع الكفار ليكون ذلك وسيلة للوصول إلى المسلمين. وكان لواء عبيدة أبيض، وحامله مسطح بن أثاثة بن المطلب بن عبد مناف.
(3) سرية الخرار (موضع بالقرب من الجُحْفَة) في ذي القعدة سنة (?) هـ الموافق مايو (آيار) سنة 623 م:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص في عشرين راكباً يعترضون عيراً لقريش، وعهد إليه أن لا يجاوز الخرار، فخرجوا مشاة يكمنون بالنهار ويسيرون بالليل حتى بلغوا الخرار صبيحة خمس، فوجدوا العير قد مرت بالأمس.
كان لواء سعد رضي الله عنه أبيض، وحمله المقداد بن عمرو.