ثم يبطْنِ ذي كشدٍ، ثم أخذ الجباحِب ثم سلك ذي سلمٍ من بطن أعلى مدلجةٍ، ثم أخذ القاحة ثم هبط العرج، ثم سلك ثنية الغائر عن يمين ركوبةٍ ثم هبط بطن ريمٍ، فقدم قُباء على بني عمرو بن عوفٍ.
فائدة: عبد الله هو دليل الرحلة وكان مشركاً من بني ليث من كنانة وقد استأجره أبو بكر وفي ذلك ما يدل على أنه إذا لم يوجد مسلم لمهمة لابد منها فبالإمكان الاستفادة من الكافر الثقة.
يلاحظ أن الدليل سار بهم في طريق راعى فيه كل مقتضيات الأمن وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلماً في ذلك مما يدل على أن أخذ الاحتياط الأمني جزء من السنة النبوية.
206 - * روى الحاكم عن محمد بن سيرين قال: ذكر رجالٌ على عهد عمر رضي الله عنه فكأنهم فضلوا عمر على أبي بكر رضي الله عنهما قال: فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال: والله لليلة من أبي بكرٍ خيرٌ من آل عمر وليوم من أبي بكر خير من آل عمر، لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أبا بكرٍ مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي" فقال: يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك، فقال: "يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أنْ يكون بك دوني" قال: نعم والذي بعثك بالحق ما كانت لتكون من ملمةٍ إلا أن تكون بي دُونك، فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر: مكانك يا رسول الله حتى أستبرئ لك الغار، فدخل واستبرأه حتى إذا كان في أعلاه ذكر أنه لم يستبرئ الجحَرَة فقال: مكانك يا رسول الله حتى أستبر الجِحَرَة، فدخل واستبرأ ثم قال: انزل يا رسول الله، فنزل فقال عمر: والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر.
207 - * روى الحاكم عن عروة بن الزبير أنه سمع الزبير يذكر أنه لقي الركب من المسلمين