حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه قال: لما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أنتم؟ قالوا: من الخزرج. قال: أفلا تجلسون أكلمكم؟ قالوا: نعم. فدعاهم إلى الله، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن. وكان مما صنع الله لهم أن اليهود كانوا معهم في بلادهم، وكانوا أهل كتاب، وكان الأوس والخزرج أكثر منهم، فكانا إذا كان بينهم شيء قالوا: إن نبياً سيبعث الآن قد أظل زمانه نتبعه، فنقتلكم معه، فلما كلمهم النبي صلى الله عليه وسلم عرفوا النعت، فقال بعضهم لبعض: لا تسبقنا إليه اليهود. فآمنوا وصدقوا، وانصرفوا إلى بلادهم ليدعوا قومهم، فلما أخبروهم لم يبق دور من قومهم إلا وفيها ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان الموسم وافاه منهم اثنا عشر رجلاً.

171 - * روى الطبراني عن ابن إسحق قال: فلما أراد الله عز وجل إظهار دينه وإعزاز نبيه صلى الله عليه وسلم وإنجاز وعده خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم الذي لقيه فيه النفر من الأنصار وهم فيما يزعمون ستةٌ فيهم جابر بن عبد الله بن رئابٍ ..

172 - * روى الطبراني عن عروة قال: لما حضر الموسم حج نفرٌ من الأنصار من بني مازن بن النجار منهم معاذٌ بن عفراء وأسعد بن زرارة، ومن بني زريق رافعُ بن مالك وذكوان بن عبد القيس، ومن بني عبد الأشهل أبو الهيثم بن التيهان، ومن بني عمرو بن عوف عويمُ بن ساعدة، وأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرهم خبرهم الذي اصطفاه الله به من نبوته وكرامته، وقرأ عليهم القرآن، فلما سمعوا قوله أنصتوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من ذكرهم إياه بصفته وما يدعوهم إليه، فصدقوه، وآمنوا به، وكانوا من أسباب الخير، ثم قالوا له قد علمت الذي بين الأوس والخزرج من الدماء ونحن نحب ما أرشد الله به أمرك، ونحن لله ولك مجتهدون، وإنا نُشير عليك بما ترى فامكث على اسم الله حتى نرجع إلى قومنا فنخبرهم بشأنك وندعوهم إلى الله ورسوله، فلقل الله يُصلح بيننا ويجمعُ أمرنا فإنا اليوم متباعدون متباغضون، فإنْ تقدم علينا اليوم ولم نصطلح لم يكن لنا جماعة عليك، ونحن نواعدك الموسم من العام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015