اشتد البلاء على المسلمين فوجد بعهم حماية وبعضهم لم يجد، ووجد هناك تطلع لحرية العبادة فكانت فكرة الهجرة إلى الحبشة حيث كان يحكمها ملك عادل.
كان عمر في تلك الأثناء مشركاً هو وحمزة، وقد دخلا في الإسلام في هذه المرحلة بعد ابتداء الهجرة إلى الحبشة وقبل حصار الشعب في السنة السابعة، وترتب على إسلامهما وضع جديد مما جعل قريشاً تفكر بوسائل جديدة، فاخترعت فكرة حصار الشعب، وهكذا تعددت أنواع الإيذاء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ماض يبلغ الناس في المواسم وحيثما لقيهم، أفراداً وجماعات.
والهجرة الأولى إلى الحبشة كانت في السنة الخامسة للبعثة وكان عدد الذين هاجروا فيها اثني عشر رجلاً وأربع نسوة، ورجع بعض هؤلاء على أثر سجود المشركين عند تلاوة سورة النجم، فوجدوا الأمر على أشده فكانت الهجرة الثانية إلى الحبشة، وتمت على دفعات، ومجموع من ذكرت أسماؤهم في الهجرة الثانية ثلاثة وثمانون رجلاً وثمان أو تسع عشرة امرأة.
102 - * روى الطبراني عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أمه ليلى قالت: كان عمرُ ابن الخطاب من أشد الناس علينا في إسلامنا، فلما تهيأنا للخروج إلى أرض الحبشة، فأتى عمر بن الخطاب وأنا على بعيري وأنا أريد أن أتوجه، فقال: أين يا أم عبد الله؟ فقلت: آذيتمونا في ديننا فنذهب في أرض الله حيث لا نؤذي. فقال: صحبكم الله ثم ذهب، فجاء زوجي عامر بن ربيعة فأخبرته بما رأيت من رقة عمر، فقال: ترجين أن يُسلم، والله لا يسلم حتى يُسلم حمارُ الخطاب.
وهذا يد لعلى أن إسلام عمر تأخر إلى ما بعد البدء بالهجرة الأولى إلى الحبشة.
103 - * روى الطبراني عن عروة في تسمية الذين خرجوا إلى الحبشة المرة الأولى قبل