حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة تداوي الجرحى. فكان، صلى الله عليه وسلم إذا مر به يقول: «كيف أمسيت، وكيف أصبحت؟» فيخبره حتى كانت الليلة التي نقله قومه فيها وثقل، فاحتملوه إلى بني عبد الأشهل إلى منازلهم، وجاء رسول الله، فقيل: انطلقوا به. فخرج وخرجنا معه، وأسرع حتى تقطعت شسوع نعالنا، وسقطعت أرديتنا، فشكا ذلك إليه أصحابه، فقال: «إني أخاف أن تسبقنا إليه الملائكة فتغسله كما غلست حنظلة». فانتهى إلى البيت، وهو يغسل، وأمه تبكيه وتقول:

ويل أن سعدٍ سعدا ... حزامةً وجداً

فقال: «كل باكية تكذب إلا أم سعد». ثم خرج به. قال: يقول له القوم: ما حملنا يا رسول الله ميتاً أخف علينا منه. قال: «ما يمنعه أن يخف وقد هبط من الملائكة كذا وكذا لم يهبطوا قط قبل يومهم، قد حملوه معكم».

1923 - * روى ابن سعد عن شعبة: عن سماك، سمع عبد الله بن شداد يقول: دخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على سعد وهو يكيد بنفسه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم، «جزاك الله خيراً من سيد قومٍ، فقد أنجزت ما وعدته. ولينجزنك الله ما وعدك»؟

1924 - * روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري قال: نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد، فأتاه على حمار، فلما دنا قريباً من المسجد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار «قوموا إلى سيدكم»، أو: «خيركم». ثم قال: «إن هؤلاء نزلوا على حكمك». قال: تقتل مقاتلتهم، وتسبي ذريتهم. قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «قضيت بحكم الله».

1925 - * روى ابن سعد عن عامر بن سعد عن أبيه قال: لما حكم سعد في بني قريظة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015