فصل: في رجاحة عقله صلى الله عليه سلم وتلقيبه بالأمين قبل البعثة

35 - * روى الإمام أحمد عن مجاهد عن مولاه أنه حدثه أنه كن فيمن يبني الكعبة في الجاهلية، قال: ولي حجر أنا أنحته بيدي أعبده من دون الله تعالى، فأجيء باللبن الخاثر الذي آنفه على نفسي فأصبه عليه فيجيء الكلب فيلحسه ثم يشفر فيبول، فبنينا حتى بلغنا موضع لحجر، وما يرى الحجر أحدٌ، فإذا هو وسط حجارتنا مثل رأس الرجل يكاد يتراءى منه وجه الرجل، فقال بطن من قريش: نحن نضعه، وقال آخرون: نحن نضعه فقالوا: اجعلوا بينكم حكماً، قالوا أول رجلٍ يطلع من الفج.

فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أتاكم الأمين فقالوا له فوضعه في ثوبٍ، ثم دعا بطونهم فأخذوا بنواحيه معه فوضعه هو صلى الله عليه وسلم.

36 - * روى الطبراني عن علي بن أبي طالبٍ - في بناء الكعبة - قال: لما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم قد دخل قالوا: قد جاء الأمين.

فائدة حول تحكيمه صلى الله عليه وسلم في وضع الحجر الأسود:

في حادثة تجديد بناء الكعبة تجد كمال الحفظ الإلهي وكمال التوفيق الإلهي في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أنك تجد كيف أن الله أكرم رسوله بهذه القدرة الهائلة على حل المشكلات بأقرب طريق وأسهله، وذلك ما تراه في حياته كلها، وذلك معلم من معالم رسالته، فرسالته إيصال للحقائق بأقرب طريق، وحل للمشكلات بأسهل أسلوب وأكمله.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015