أن تصدقيني بكذب أو تكذبيني بصدق، تعلمين أني كنت أنا وأنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأغمي عليه فقلت لك: أترينه قد قبض؟ قلت: لا أدري، ثم أفاق قال: "افتحوا له الباب" ثم أغمي عليه، فقلت لك: أترينه قد قبض؟ قلت: لا أدري. ثم أفاق قال: "افتحوا له الباب" ثم أغمي عليه، فقلت لك: أترينه قد قبض؟ لا أدري، ثم أفاق قال: "أفتحوا له الباب" فقلت لك: أبي أو أبوك؟ قلت: لا أدري، ففتحنا له الباب فإذا عثمان ابن عفان فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ادنه" فأكبعليه فساره شيء لا أدري أنا وأنت ما هو، ثم فع رأسه فقال: "أفهمت ما قلت لك؟ " قال: نعم، قال: "ادنه" فأكب عليه أخرى مثلها فساره بشيء لا ندري ما هو ثم رفع رأسه فقال: "أفهمت ما قلت لك؟ " قال: نعم قال: "ادنه" فأكب عليه إكباباً شديداً فساره شيء ثم رفع رأسه فقال: "فهمت ما قلت لك؟ "قال: سمعته أذناي ووعاه قلبي، فقال له: "أخرج" قال: فقالت حفصة: اللهم نعم، أو قالت: اللهم صدق.
وفي رواية (1) للطبراني في الأوسط بنحوه وزاد: فقال: "يا عثمان عسي أن يقمصك الله قميصاً فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه" ثلاث مرات فقال لها النعمان ابن بشير: يا أم المؤمنين أين كنت عن هذا الحديث؟ فقالت: نسيته ورب الكعبة حتى قتل الرجل.
وفي رواية عند الطبراني (?) أيضاً: فما فجأني إلا وعثمان جاث على ركبتيه قائلاً أظلما وعدوانًا يا رسول الله؟ فحسبت أنه أخبره بقتله.
* * *