له سبيطله - على يومين من القيروان - فكان هذا أول موقف اشتهر فيه أمر عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وعن أبيه وأصحابهما أجمعين.
قال الواقدي: وفي هذه السنة افتتحت اصطخر ثانية على يدي عثمان بن أبي العاص، وفيها غزا معاوية قنسرين، وفيها حج بالناس عثمان بن عفان، قال ابن جرير قال بعضهم وفي هذه السنة غزا معاوية قبرص.
ذكر ابن جرير فتح قبرص تبعاً للواقدي وكان فتحها على يدي معاوية بن أبي سفيان، ركب إليهم في جيش كثيف من المسلمين ومع عباده بن الصامت وزوجته أم حرام بنت ملحان التي تقدم حديثهما في ذلك حين نام رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتها ثم استيقظ يضحك فقالت: ما أضحكك يا رسول الله فقال: "ناس من أمتي عرضوا علي يركبون ثبج هذا البحر مثل الملوك على الأسرة". فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال: "أنتم منهم" ثم نام فاستيقظ وهو يضحك فقال مثل ذلك فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم فقال: "أنت من الأولين" فكانت في هذه الغزوة وماتت بها وكانت الثانية عبارة عن غزوة قسطنطينية بعد هذا.
وفي هذه السنة افتتح عبد الله بن عامر فارس ي قول الواقدي وأبي معشر زعم سيف أنه كان قبل هذه السنة فالله أعلم.
وفيها وسع عثمان بن عفان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وبناه بالقضة - وهي الكلس- كان يؤتى به من بطن نخلة والحجارة المنقوشة، وجعل عمده حجارة مرصعة، وسقفه بالساج (?)، وجعل طوله ستين ومائة ذراع، وعرضه خمسين ومائة ذراع، وجعل أبواب ستة، على ما كانت عليه في زمان عمر بن الخطاب، ابتداء بناءه في ربيع الأول منها.