وقال شيخنا أبو عبد الله الذهبي في آخر ترجمة عثمان وفضائله - بعد حكايته هذا الكلام: الذين قتلوه أو ألبوا عليه قتلوا إلى عفو الله ورحمته، والذين خذلوه خذلوا وتنغص عيشهم، وكان الملك بعده في نائبه معاوية وبنيه، ثم في وزيره مروان وثمانية من ذريته، استطالوا حياته وملّوه مع فضله وسوابقه، فتملك عليهم من هو من بني عمه بضعاً وثمانين سنة، فالحكم لله العلي الكبير، وهذا لظه بحروفه.
تزوج برقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فولد له منها عبد الله، وبه كان يكني، بعد ما كان يكني في الجاهلية بأبي عمرو، ثم لما توفيت تزوج بأختها أم كلثوم، ثم توفيت فتزوج بفاخته بنت غزوان بن جابر، فولد له منها عبيد الله الأصغر، وتزوج بأم عمرو بنت جندب بن عمرو الأزدية، فولدت له عمراً، وخالداً، وأبانا، وعمر، ومريم، وتزوج بفاطمة بنت الوليد بن عبد شمس المخزومية، فولدت له الوليد وسعيداً، وتزوج أم البنين بنت عيينة بن الفزارية، فولدت له عبد الملك، ويقال وعتبة، وتزوج رملة بنت شيبة بن ربيعة ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي فولدت له عائشة وأم أبان وأم عمرو، بنات عثمان، وتزوج نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن حيان بن كليب، فولدت له مريم، ويقال وعنبة، وقتل رضي الله عنه وعنده أربع: نائلة، ورملة، وأم البنين، وفاخته، ويقال إنه طلق أم البنين وهو محصور أهـ، أبن كثير.
ومما قاله ابن كثير وهو يؤرّخ لسني عهد عثمان رضي الله عنه: قال ابن جرير: وفي هذه السنة - أعني سنة أربعة وعشرين - غزا الوليد بن عقبة أذربيجان وأرمينية حين منع أهلها ما كانوا صالحوا عليه أهل الإسلام في أيام عمر بن الخطاب، وهذا في رواية أبي مخنف، وأما في رواية غيره فإن ذلك كان في سنة ست وعشرين، ثم ذكر ابن جرير ههنا هذه الوقعة وملخصها: أن الوليد بن عقبة سار بجيش الكوفة نحو أذربيجان وأرمينية، حين نقضوا العهد فوطيء بالدهم وأغار بأراضي تلك الناحية فغنم وسبي وأخذ أموالاً جزيلة فلما أيقنوا بالهلكة صالحهم أهلها على ما كانوا صالحوا عليه حذيفة بن اليمان ثمانمائة ألف درهم