تبع لِقُريشٍ في هذا الشأن، مسلمهُم تبع لمسلمهم وكافرهم تبعٌ لكافرهم، والناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهُوا تجدون من يخر الناس أشد الناس كراهية لهذا الشأن حتى يقع فيه".

1082 - * روى البخاري ومسلم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طلا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان".

1083 - * روى البخاري عن معاوية أنه بلغه وهو عندهُ في وفدٍ من قريش - أن عبد الله بن عمرو بن العاص يُحدث أنه سيكون ملكٌ من قحطان، فغضب معاوية، فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعدُ فإنه بلغني أن رجالاً منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله، ولا تؤثرُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأولئك جُهالكم، فإياكم والأمانيُّ التي تُضل أهلها، فإني مسعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن هذا الأمر في قريشٍ، لا يعاديهم أحد إلا كبهُ الله على وجهه، ما أقاموا الدين".

قال ابن حجر: قوله (من قحطان) هو جماع اليمن، وفي إنكار معاوية ذلك نظر لأن الحديث الذي استدل به مقيد بإقامة الدين فيحتمل أن يكون خروج القحطاني إذا لم تقم قريش أمر الدين وقد وُجِدَ ذلك، فإن الخلافة لم تزل في قريش والناس في طاعتهم إلى أن استخفوا بأمر الدين فضعُف أمرهم وتلاشى إلى أن لم يبق لهم من الخلافة سوى اسمها المجرد في بعض الأقطار دون أكثرها. أهـ.

أقول: ليس شرطاً أن يكون الذي يسوق الناس بعصاه هو الإمام العظم بل قد يكون سلطاناً من السلاطين، فصلاح الدين مثلاً ساق الناس بعصاه وأصوله كردية، والنسابون العرب مجمعون على أن الأكراد عرب قحطانيون، والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015