وللبخاري نحوه عن أنس (?): أن أم سُليم - أمهُ - عمدت إلى مُدٍ من شعير جشتْهُ وجعلت منه خطيفةً وعصرت عكة عندها، ثم بعثتني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتيتهُ - وهو في أصحابه - فدعوته. قال: "ومَنْ معي" فجئت فقلت: إنه يقول ومن معي. فخرج إليه أبو طلحة قال: يا رسول الله، إنما هو شيء صنعته أم سليم فدخل، فجيء به وقال: "أدخِل عليَّ عشرة" فأدخلوا فأكلوا حتى شبعوا. ثم قال: "أدخل علي عشرة" فدخلوا فألوا حتى شبعوا. ثم قال: "أدخل علي عشرة". حتى عدَّ أربعين. ثم أكل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام، فجعلت أنظر هل نقص منها شيء؟.
ولمسلم قال (?): بعثني أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأدعوه، وقد جعل طعاماً. قال: فأقبلتُ ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع الناس، فنظر إليَّ، فاستحييتُ فقلت: أجِب أبا طلحة، فقال الناس: "قوما" فقال أبو طلحة: يا رسول الله إنما صنعتُ لك شيئاً، قال فمسها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعا فيها بالبركة، ثم قال: "أدخِل نفراً من أصحابي عشرة" وقال: "كلوا" وأخرج لهم شيئاً من بين أصابعه، فأكلوا حتى شبعوا، فخرجوا، فقال: "أدخِل عشرة" فأكلوا حتى شبعوا، فما زال يُدخلُ عشرة. ويخرج عشرة، حتى لم يبق منهم أحد إلا دخل فأكل، حتى شبع، ثم هيأها، فإذا هي مثله حين أكلوا منها.
وفي أخرى نحوه، وفي آخره (?): ثم أخذ ما بقي، فجمعه ثم دعا فيه بالبركة، قال: فعاذ كما كان، فقال: "دُونكم هذا".
وفي أخرى بهذه القصة، وفيه (?): فقام أبو طلحة على الباب، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: يا رسول الله، إنما كان شيء يسير، قال: "هلُمَّه فإن الله سيجعل فيه البركة".