صلى الله عليه وسلم من قبته فقال: "أبا عبدِ الله ما يُجلسُك معهن؟ " فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هِبْتُه واختلطت قلت: يا رسول الله جمل لي شَرَد، فأنا أبتغي له قيداً فمضى واتبعته، فألقى إلي رداءه ودخل الأراك كأني أنظر إلى بياض متنه في خضرة الأراك، فقضى حاجته وتوضأ، فأقبل والماء يسيل من لحيته على صدره أو قال يقطر من لحيته على صدره فقال: "أبا عبد الله ما فعل شِرَادُ جَمَلِكَ؟ " ثم ارتحلنا فجعل لا يلحقُني في المسير إلا قال: "السلامُ عليك أبا عبد الله ما فعل شِرادُ ذلك الجمل؟ " فلما رأيت ذلك تعجلت إلى المدينة، واجتنبت المسجد والمجالسة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما طال ذلك تحينت ساعة خلوة المسجد، فأتيت المسجد فقمت أصلي، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حجره فجأة فصلى ركعتين خفيفتين وطولت رجاء أن يذهب ويدعني فقال: "طوِّلْ أبا عبد الله ما شئت أن تُطوِّل فلستُ قائماً حتى تنصرف" فقلت في نفسي: والله لأعتذرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبرئن صدره. فلما قال: "السلام عليك أبا عبد الله ما فعل شرادُ ذلك الجمل" فقلت: والذي بعثك بالحق ما شرد ذلك الجمل منذ أسلم فقال: "رحمك الله" ثلاثاً ثم لم يعدْ لشيء مما كان.

857 - * روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان فزعٌ بالمدينة فاستعار النبي صلى الله عليه وسلم فرساً من أبي طلحة، يقال له: المندوب فركب، فلما رجع، قال: "ما رأينا من شيءٍ، وإن وجدناهُ لبحراً".

وفي رواية قال (?): كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس، ولقد فَزِعَ أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق ناس من قِبَل الصوت، فتلقاهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015