عضوض ومع ذلك بقي المسرى العام محفوظاً.
8 - انظر ماذا حدث أثناء نبوته، وماذا فتح الله على يد المسلمين بعده إلى يومنا هذا، دعوياً وسياسياً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً وإدارياً وتشريعياً وغير ذلك، نجد شيئاً هائلاً تعرف من خلاله أن الأمر رباني، وتعرف أنه ليس كرسول الله صلى الله عليه وسلم في مجموع ما أعطاه الله عز وجل.
إن القيادة الناجحة هي التي تعرف أهدافها فتسير نحو تحقيق الأهداف سيراً متلاحقاً متكاملاً وتصل إلى الهدف، وإذا كانت الأهداف بعيدة فهي تستطيع أن تعطي الراية لغيرها ليستمروا بها. وهذا يقتضي في الإطار الأضيق: تخطيطاً وتدريباً ومتابعة وتنفيذاً ودفعاً نحو الأمام. فإذا ما كان الهدف مادياً كان لذلك وسائله، فإذا كان الهدف يحتاج إلى تربية فالأمر أوسع، فإذا كان الهدف يشمل الدنيا والآخرة فالأمل أكبر من ذلك بكثير.
حاول أن تتذكر ملامح التخطيط في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ملامح التدريب، ثم ملامح المتابعة، ثم ملامح التنفيذ، ثم ملامح الدفع نحو الأمام.
ثم انظر إلى الجانب التعليمي والتربوي. ثم انظر إلى ما يعتبره الناس انتصاراً سياسياً مجرداً ثم انتصاراً عسكرياً مجرداً ثم وثم ...
وانظر قوة البناء وكثرة المتمردين عليه والمتربصين به، وكيف استعصى هذا البناء عليهم واعرف لجيل البناة فضلهم، وإنا بعد البابين الرابع والخامس سنتحدث عن جيل البناة الذين رباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في الباب الذي نتحدث فيه عن دوائر شرف حول الرسول صلى الله عليه وسلم.
* * *