يمتد هذا القسم من الآية (الأولى) حتى نهاية الآية (32)، وهو يتألف من مقطعين: المقطع الأول: وهو ثمان عشرة آية بدايته: الم. اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ. ونهايته: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ. لاحظ أن بداية المقطع حديث عن قيوميته- جل جلاله- وأن خاتمته حديث عن قيوميته كذلك.
والمقطع الثاني: بدايته: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ .... ونهايته: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ.
وبين المقطع الأول والثاني تلاحم عجيب سنراه، ومن ثم فإنهما يشكلان قسما واحدا. والقسم كله يفصل في مقدمة سورة البقرة- كما سنرى- فلنعرض مقطعيه:
المقطع الأول
بسم الله الرحمن الرحيم [سورة آل عمران (3): الآيات 1 الى 6]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (1) اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (4)
إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (5) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)