تتألف المجموعة الأولى من قسم المفصل من سور ست هي:
الذاريات، والطور، والنجم، والقمر، والرحمن، والواقعة. وقد دلنا على بدايتها ونهايتها أنها مبدوءة بسور ثلاث تبدأ بالقسم: (الذاريات، والطور، والنجم) وأنها تنتهي بسورة مبدوءة ب (إذا) هي سورة الواقعة إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ وسنرى في هذا القسم أن أكثر من مجموعة تنتهي بسورة بدايتها (إذا). فمثلا سنرى أن سورة إِذا زُلْزِلَتِ نهاية مجموعة؛ بدليل أن ما بعدها سورة مبدوءة بقسم وَالْعادِياتِ ضَبْحاً وتلك علامة على بداية مجموعة، ثم إنه بعد سورة الواقعة تأتي سورة الحديد، وهي بداية لزمرة المسبحات، ومن مجئ كلمة (سبح- يسبح) في هذه الزمرة، ومجئ سورة أو سور بعدها، ثم العودة إليها، ما يشير إلى أن السور التي تبدأ بكلمة (سبح- يسبح) هي بداية مجموعة، وسنرى ذلك من خلال المعاني.
فمن خلال السور المبدوءة بالقسم، ومن السورة المبدوءة ب (إذا)، ومن خلال أن ما بعد سورة الواقعة بداية مجموعة، عرفنا بداية هذه المجموعة ونهايتها.
...
وقد مرت معنا من قبل سورة الصافات مبدوءة بقسم، ورأينا أنها تفصل في مقدمة سورة البقرة، ورأينا سورة الأنبياء وبدايتها قوله تعالى: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وهي تفصل في قوله تعالى من مقدمة سورة البقرة: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ.
وفي هذه المجموعة تأتي سور ثلاث مبدوءة بقسم، ثم تأتي بعدها سورة بدايتها تشبه بداية سورة الأنبياء اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ومضمونها أن النذر لم تنفع الكافرين؛ لذلك كانت لازمتها فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ*. وهذا يشير إلى أن السور الأربع الأولى في هذه المجموعة تفصل في مقدمة سورة البقرة. وبعد مقدمة سورة البقرة تأتي آيات تدعو إلى توحيد الله وعبادته؛ شكرا على آلائه، وتتحدى الكافرين في أن يأتوا بمثل هذا القرآن، وتذكر ما أعده الله للكافرين من عذاب، وتبشر المؤمنين، وتقيم الحجة على الكافرين، وذلك في المقطع الأول من القسم الأول من سورة البقرة. وتأتي سورة الرحمن والواقعة فتفصلان في هذا كله، لذلك كانت لازمة سورة الرحمن: فَبِأَيِ