(عن مروان بن الحكم قال: قال لي زيد بن ثابت: ما لك تقرأ في المغرب بقصار المفصل، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها بطولى الطوليين» رواه البخاري وأحمد والنسائي. بمناسبة هذا الحديث قال الشوكاني في تفسير المفصل: قال في الضياء: (هو من سورة محمد إلى آخر القرآن، وذكر في القاموس أقوالا عشرة من الحجرات إلى آخره، أو من الجاثية، أو القتال، أو قاف، أو الصافات، أو الصف، أو تبارك، أو إنا فتحنا لك، أو سبح اسم ربك الأعلى، أو الضحى، ونسب بعض هذه الأقوال إلى من قال بها، قال: وسمي مفصلا لكثرة الفصول بين سورة أو لقلة المنسوخ).
وطولى الطوليين الواردة في الأثر: الأعراف، والثانية: الأنعام. قال في الفتح: الطوليين الأعراف والأنعام في قول، وتسميتهما بالطوليين إنما هو لعرف فيهما، لا أنهما أطول من غيرهما ... وبمناسبة الحديث الشريف: «وعن سليمان بن يسار عن أبي هريرة أنه قال: ما رأيت رجلا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من فلان لإمام كان في المدينة، قال سليمان: فصليت خلفه فكان يطيل الأوليين من الظهر ويخفف الآخرتين، ويخفف العصر، ويقرأ في الأوليين من المغرب بقصار المفصل، ويقرأ في الأوليين من العشاء من وسط المفصل، ويقرأ في الغداة بطوال المفصل» رواه أحمد والنسائي.
بمناسبة هذا الحديث قال الشوكاني: (ويقرأ في الأوليين من العشاء من وسط المفصل) قد تقدم في حديث معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بالقراءة بسبح اسم ربك الأعلى، والشمس وضحاها، والليل إذا يغشى، وهذه السور من أوساط المفصل، وزاد مسلم أنه أمره بقراءة اقرأ باسم ربك الذي خلق، وزاد عبد الرزاق الضحى، وفي رواية للحميدي بزيادة والسماء ذات البروج، والسماء والطارق، وقد عرفت أن قصة معاذ كانت في صلاة العشاء، وثبت أنه كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة العشاء بالشمس وضحاها ونحوها من السور. أخرجه أحمد والنسائي والترمذي وحسنه من حديث بريدة وأنه قرأ فيها ب (والتين والزيتون) أخرجه البخاري ومسلم
والترمذي من حديث البراء، وأنه قرأ ب (إذا السماء انشقت) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة) اه. كلام الشوكاني في تفسير وسط المفصل وقال الشرنبلالي في مراقي الفلاح: (والمفصل هو السبع السابع (أي: من القرآن) قيل أوله- عند الأكثرين- من سورة الحجرات، وقيل من سورة محمد صلى الله عليه وسلم، أو من الفتح، أو من (ق)، فالطوال من مبدئه إلى