المفسرين، وكذا طائفة كثيرة من الخلف من الحكاية عن كتب أهل الكتاب في تفسير القرآن المجيد، وليس بهم احتياج إلى أخبارهم ولله الحمد والمنة).
بمناسبة قوله تعالى وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ قال ابن كثير: (وقد ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال «إن الله تعالى تجاوز لأمتي ما حدّثت به أنفسها ما لم تقل أو تعمل».
بمناسبة قوله تعالى وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ قال ابن كثير:
(وقوله عزّ وجل وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ يعني: ملائكته تعالى أقرب إلى الإنسان من حبل وريده إليه، ومن تأوله على العلم فإنما فر لئلا يلزم حلول أو اتحاد، وهما منفيان بالإجماع تعالى الله وتقدّس، ولكن اللفظ لا يقتضيه، فإنه لم يقل وأنا أقرب إليه من حبل الوريد، وإنما قال وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ كما قال في المحتضر وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ يعني: ملائكته، وكما قال تبارك وتعالى إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ فالملائكة نزلت بالذكر وهو القرآن بإذن الله عزّ وجل، وكذلك الملائكة أقرب إلى الإنسان من حبل وريده إليه باقتدار الله جل وعلا لهم على ذلك، فللملك لمة من الإنسان كما أن للشيطان لمة، وكذلك الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق؛ ولهذا قال تعالى هاهنا إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ يعني: الملكين اللذين يكتبان عمل الإنسان عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ.
بمناسبة قوله تعالى ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ قال ابن كثير: (وقد اختلف العلماء هل يكتب الملك كل شئ من الكلام. وهو قول الحسن وقتادة، أو إنما يكتب ما فيه ثواب وعقاب. كما هو قول ابن عباس رضي الله عنهما.
على قولين، وظاهر الآية: الأول لعموم قوله تبارك وتعالى ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ وروى الإمام أحمد عن بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله عزّ وجل له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله تعالى عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه» فكان علقمة يقول: كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث، ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجه، وقال الترمذي: حسن صحيح وله شاهد في الصحيح،