36/ 76 - 71
ذكرنا من قبل أن المجموعة الأولى من المقطع الثاني بدأت بقوله تعالى: أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ.
وأن المجموعة الثانية مبدوءة بقوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا لاحظ الواو العاطفة، فالمجموعة الثانية معطوفة على المجموعة الأولى، ومكمّلة لها، إلا أن المجموعة الأولى يغلب عليها استثارة الخوف، وهذه يغلب عليها استثارة الشكر، وهما نقطتا البداية في السير إلى الله.
...
أَوَلَمْ يَرَوْا أي أو لم ير العباد أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أي مما تولينا نحن إحداثه، ولم يقدر على توليه غيرنا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ أي خلقناها لأجلهم فملّكناها إياهم فهم متصرّفون فيها تصرّف الملّاك، مختصّون بالانتفاع بها، أو فهم لها ضابطون قاهرون
وَذَلَّلْناها لَهُمْ أي وصيّرناها منقادة لهم، فتمّت