كَما رَبَّيانِي صَغِيراً [الإسراء: 24]).
بمناسبة قوله تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ قال النسفي:
(وقد نبّه الله تعالى على أن الحكمة الأصلية والعلم الحقيقي هو العمل بهما، وعبادة الله والشكر له؛ حيث فسّر إيتاء الحكمة بالحث على الشكر وقيل لا يكون الرجل حكيما حتى يكون حكيما في قوله وفعله ومعاشرته وصحبته، وقال السري السقطي: الشكر أن لا تعصي الله بنعمه، وقال الجنيد: أن لا ترى معه شريكا في نعمه. وقيل هو الإقرار بالعجز عن الشكر. والحاصل: أن شكر القلب المعرفة، وشكر اللسان الحمد، وشكر الأركان الطاعة، ورؤية العجز في الكل دليل قبول الكل).
بمناسبة قوله تعالى: إِلَيَّ الْمَصِيرُ روى ابن أبي حاتم ... عن سعيد ابن وهب قال: قدم علينا معاذ بن جبل وكان بعثه النبي صلّى الله عليه وسلم فقام وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «إني رسول رسول الله صلّى الله عليه وسلم إليكم، أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وأن تطيعوني لا آلوكم خيرا، وإنّ المصير إلى الله، وإلى الجنّة أو إلى النّار، وإقامة فلا ظعن، وخلود فلا موت».
بمناسبة قوله تعالى: وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ قال ابن كثير: (روى الطبراني ... عن سعد بن مالك قال: أنزلت فيّ هذه الآية وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما الآية.
قال: كنت رجلا برّا بأمّي، فلما أسلمت قالت: يا سعد ما هذا الذي أراك قد أحدثت! لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعيّر بي فيقال:
يا قاتل أمّه، فقلت: لا تفعلي يا أمّه؛ فإني لا أدع ديني هذا لشيء، فمكثت يوما وليلة لم تأكل، فأصبحت قد جهدت، فمكثت يوما آخر وليلة لم تأكل، فأصبحت قد جهدت، فمكثت يوما وليلة أخرى لا تأكل، فأصبحت قد اشتد جهدها، فلما رأيت ذلك قلت: يا أمّه تعلمين- والله- لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا لشئ، فإن شئت فكلي، وإن شئت لا تأكلي. فأكلت).
بمناسبة قوله تعالى: إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ قال ابن كثير: (وقد زعم بعضهم أن المراد بقوله: فَتَكُنْ