الشكل المتكرر في مكان واحد، في نهاية المجموعة الثالثة من القسم الثاني، وفي نهاية القسم الثاني كله؛ لأنها تؤدي معنى هو مسك الختام في السياق الخاص والعام للقرآن، إذ تؤكد على كثرة المعجزات في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وتؤكد على صحة رسالة رسولنا عليه الصلاة والسلام.
...
إن المجموعة الثالثة من القسم الثاني من أقسام القرآن وهي المبدوءة ب (طه) والمنتهية (بالطاسينات) هي خاتمة القسم الثاني قسم المئين. ومن ثم نلاحظ في هذه المجموعة تركيزها في بدايتها ونهايتها على قضية الإيمان وعرضها في الوسط لمواضيع تميزت بها عن المجموعتين السابقتين. ففي المجموعتين السابقتين لم ترد سورة مبدوءة ب (يا أيها ... ) كما كان في القسم الأول. ولكن في المجموعة الثالثة وجد ذلك، وفي المجموعتين السابقتين لم ترد سورة كاملة حول قضايا تشريعية كما وجد ذلك في القسم الأول، ولكن في المجموعة الثالثة وجدت سورة كسورة النور، وهكذا نجد أن المجموعة الثالثة دورها دور مكمل لموضوع القسم كله، بحيث يرى فيها تشابه قسم المئين مع قسم الطول، وقد استكمل هذا الشبه من خلال هذه المجموعة، فكأن المجموعتين السابقتين كانتا مقدمتين للمجموعة الثالثة، وجاءت المجموعة الثالثة لتبني عليهما.
...
إن معرفة أسرار التربية القرآنية، وطرائق القرآن في التربية، لا يدرك أبعادها الإنسان إلا بقدر إدراكه لأسرار القرآن، وبقدر ما نبني هذه الأمة على ضوء المعرفة الصحيحية لكتاب الله نكون سائرين في طريق بناء الإنسان البناء الصحيح لأن الله عزّ وجل منزل القرآن هو الأعلم بالإنسان.
رأينا أن القسم الثاني من أقسام القرآن يبدأ بسورة يونس وينتهي بسورة القصص، وهو القسم الذي أطلق عليه الرسول صلى الله عليه وسلم اسم المئين. هذا القسم فصل سورة البقرة تفصيلا بعد تفصيل، فصل سورة البقرة في مجموعته الأولى بما يصلح أن يكون مقدمة للمجموعة