كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ أي على موسى أو من الممتنعين من عذاب الله. قال ابن كثير: أي ما أغنى عنه ماله ولا جمعه ولا خدمه وحشمه ولا دفعوا عنه نقمة الله وعذابه ونكاله ولا كان هو في نفسه منتصرا لنفسه فلا ناصر له من نفسه ولا من غيره
وَأَصْبَحَ أي وصار الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ أي منزلته من الدنيا بِالْأَمْسِ أي قبل ذلك يقولون «وي» هي كلمة تنبه على الخطأ وتندم، يستعملها النادم بإظهار ندامته وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ أي يوسع ويضيق على حسب المشيئة لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ وإن كانوا أغنياء تنبه القوم على خطئهم في تمنيهم مال قارون، وعلموا أن المال ليس بدال على رضا الله عن صاحبه فإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب،
وبعد أن قص الله علينا قصة قارون أعطانا وعدا، وعلمنا على سنة من سننه فقال: تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ التي سمعت بذكرها وبلغك وصفها نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا أي بغيا وظلما وكبرا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً أي عملا بالمعاصي أو قتلا للنفس بغير حق أو صدا عن سبيل الله، ولم يعلق الموعد بترك العلو والفساد ولكن بترك إرادتهما وميل القلوب إليهما وَالْعاقِبَةُ المحمودة لِلْمُتَّقِينَ الله بترك ما نهى، وفعل ما أمر
مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ أي يوم القيامة فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها أي ثواب الله خير من حسنة العبد فكيف والله يضاعفه أضعافا كثيرة. وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلَّا مثل ما كانُوا يَعْمَلُونَ وذلك من كمال فضله ألا يجزي السيئة إلا بمثلها ويجزي الحسنة بعشر أمثالها إلى ما يشاء. وبهذا انتهت قصة قارون والتعليق عليها. ولم يبق عندنا من المجموعة الرابعة إلا آية واحدة هي خاتمة المجموعة.
***