نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ.

فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ.

لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ* وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ.

فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ.

فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ* وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ.

إنك عند ما تقرأ هذه التوجيهات في محلها تجد أنّ كل توجيه منها يأتي في محله بما يخدم محور السورة وسياقها.

ومن قبل قلنا: إن أي سورة في القرآن لها محورها من سورة البقرة، وهي تفصّل فيه، وفي بعض امتداداته من سورة البقرة نفسها، فهي تجذب الشئ إلى نظيره،

وسورة الحجر تصلح أن تكون نموذجا على ذلك، فهي تفصّل في مقدمة سورة البقرة، وفي بعض امتدادات هذه المقدمة، بحيث يتألف من مجموع ذلك المقدمة الكاملة للسور الأربع التالية، إن السور الأربع التالية لسورة الحجر تناقش أهم الدوافع والصوارف في شأن حمل الإسلام كله، من ثمّ فإن سورة الحجر تفصّل في محورها من سورة البقرة، وتفصّل في امتداداته ضمن سياقها الخاص ليشكّل ذلك مقدمة كاملة للسور بعدها، فإذا كانت السور بعدها تناقش الدوافع والصوارف لحمل الإسلام كله، فإن سورة الحجر تتحدث عن الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، كما أنها تنذر وتوجّه وتوطّئ، وكل ذلك سنراه عند عرضها، وسنعرض سورة الحجر على مجموعات بدلا من عرضها كمقاطع للتسهيل على القارئ.

***

طور بواسطة نورين ميديا © 2015