الأولى من سورة البقرة وفي امتدادات معاني هذه الآيات من سورة البقرة؛ ولذلك فإن ما بين الآية (40) من سورة البقرة وما بين الآية (21) التي هي محور سورة الأنفال تكاد تكون امتدادات مباشرة للآيات الأولى، فلم تشكل أي منها محورا خاصا لسورة حتى جاءت الآيات (216، 217، 218) لتشكل محورا خاصا لسورتي الأنفال وبراءة، وجاءت سورتا الأنفال وبراءة لتفصل في هذا المحور وامتداداته، فتم بذلك التفصيل الأول لسورة البقرة ليأتي بعد ذلك في قسم المئين التفصيل الثاني.
وبما مر في المجلدات الثلاثة السابقة على هذا المجلد، ومما سيمر معنا في هذا المجلد سنرى: أن كل سورة تأتي بعد سورة البقرة لها محورها من سورة البقرة، وأن كل سورة تأتي بعد سورة البقرة تفصل في محور من سورة البقرة، وفي امتداد من امتداداته، وهكذا يتكرر التفصيل ولكنه في كل مرة يأتي بشكل جديد وبمعان جديدة.
إنه بنهاية سورة براءة ينتهي قسم السبع الطوال وقد رأينا وسنرى كيف أن هذا القسم تترابط معانيه وتتكامل سوره، ورأينا أكثر من صورة من صور الربط بين هذا القسم، كما رأينا كيف أن كل سورة تأتي بعد سورة البقرة تفصل في محور من سورة البقرة، على نفس الترتيب الموجود في سورة البقرة، دون اشتراط التعاقب المباشر فقد يأتي محور السورة اللاحقة بعد آيات كثيرة من محور السورة السابقة كما سنرى ذلك في سورتي الأنفال وبراءة.
ولكن يلاحظ أنه ولو لم تكن المحاور متعاقبة إلا أنك لو جمعتها مع بعضها فإنك تجد ترابطا فيما بينها فلو أنك وضعت الآيات التي تشكل محاور السور السبع التي جاءت بعد سورة البقرة بجانب بعضها فإنك تخرج بموضوع متكامل مترابط، وهذا معنى سنراه فيما بعد وسنبرهن عليه كثيرا.
إنه ليس كل آية في سورة البقرة هي محورا لسورة مستقلة لأن كثيرا من آياتها تعتبر امتدادا لمعاني آيات أخرى وهذا هو السر في أن تفصيل السور مع أنه يأتي على ترتيب