الصراط كتاب الله، والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم» ورواه الترمذي والنسائي أيضا.
3 - قال كعب الأحبار: «إن هذه الآيات لأول شئ في التوراة» أي: هذه الوصايا العشر مذكورة في أوائل التوراة، وقد تتبعت ما يسمّونه الآن بالتوراة فوجدت في الإصحاح العشرين من سفر الخروج وهو السفر الثاني من أسفار التوراة: «لا يكن لك آلهة أخرى أمامي ... » وهذا وما بعده يقابل (أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) «أكرم أباك وأمك .... » وهذا يقابل وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً «لا تقتل» وهذا يقابل: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ .... وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ ..... «لا تزن» وهذا يقابل:
وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ «لا تسرق» وهذا يقابل:
وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ. «لا تشهد على قريبك شهادة زور» وهذا يقابل:
وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا .... وفي الإصحاح الخامس من سفر التثنية هذه الفقرات:
«لا يكن لك آلهة أخرى أمامي، لا تصنع لك تمثالا منحوتا صورة ما، فما في السماء من فوق، وما في الأرض من أسفل، وما في الماء من تحت الأرض، لا تسجد لهن ولا تعبدهن لأني أنا الرب إلهك إله غيور .... ». «لا تنطق باسم الرب إلهك باطلا، لأن الرب لا يبرّئ من نطق باسمه باطلا ... » «أكرم أباك وأمك أوصاك الرب إلهك .... ». «لا تقتل ولا تزن ولا تسرق ولا تشهد على قريبك شهادة زور ولا تشته امرأة قريبك».
وخلال ذلك وصية بحفظ السبت فهل تقابل هذه أمر الله لنا بالوفاء بعهد الله؟ ولو أننا نظرنا إلى هذه الوصايا في التوراة، لوجدناها تقابل بشكل ما الوصايا العشر في ديننا، مع الاختلاف في محتوى بعض الألفاظ مما خالفت فيه شريعتنا شريعتهم بأمر الله ونسختها؟.
4 - رأينا أن قوله تعالى في القرآن: وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ يقابل في التوراة الحالية «ولا تزن» وقد قال تعالى عن الزنا: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلًا فهذا كله يجعل الزنا يدخل دخولا أوليا في النهي وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ... ، ولصاحب الظلال كلام طيب في هذا المقام:
يقول: «والفواحش: كل ما أفحش- أي تجاوز الحد- وإن كانت أحيانا تخص بنوع منها هو فاحشة الزنا. ويغلب على الظن أن يكون هذا هو المعنى المراد في هذا