فقال للابنة النصف، وللأخت النصف، وأت ابن مسعود فسيتابعني. فسأل ابن مسعود فأخبره بقول أبي موسى الأشعري فقال: لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين أقضي فيها بما قضى النبي صلى الله عليه وسلم النصف للبنت، ولبنت الابن السدس تكملة الثلثين، وما بقي فللأخت. فأتينا أبا موسى فأخبرناه بقول ابن مسعود فقال: لا تسألوني ما دام هذا الخبر فيكم».
وتفصيلات هذه القضايا في الكتب الموسعة في علم الميراث.
وبهذا ينتهي الكلام عن هذا المقطع، وهو المقطع الأخير في سورة النساء المؤلفة من ثلاثة عشر مقطعا.
يلاحظ أن المقطع الحادي عشر بدأ بقوله تعالى: إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وانتهى بقوله تعالى يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فالبداية والنهاية كانت في شأن الوحي والإيمان بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل من قبل.
ثم جاء المقطع الثاني عشر وخص أهل الكتاب بالدعوة إلى الحق، ثم جاء المقطع الثالث عشر وفيه نداء للناس جميعا يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ، بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فهي عودة على موضوع الإيمان بالله والوحي فالمقاطع الثلاثة مترابطة مع بعضها وهي آتية بعد مقطعين دعوا إلى تثبيت الإيمان والتحرر من الكفر والنفاق، فما بين المقطعين التاسع والعاشر.
وما بين المقاطع الأخيرة صلات متشابكة، ومن قبل ذلك جاء مقطع يدعو إلى إقامة العدل والحكم بالقرآن وذلك كله مترابط متشابك، وهكذا نجد كيف أن كل مقطع شديد الصلة مع ما قبله وما بعده.
قلنا من قبل: إن الآيات الخمس الآتية بعد مقدمة سورة البقرة هي محور سورة النساء ولو أننا أخذنا كل جزء من أجزاء الآيات الخمس ونظرنا إلى ما ورد تفصيلا له في سورة النساء لرأينا الكثير: ولنضرب أمثلة: بدأت الآيات الخمس بقوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ* وقد ورد النداء يا أَيُّهَا النَّاسُ* في سورة النساء ثلاث مرات: يا أَيُّهَا