وكانَتْ تلبيةُ الأشْعَرِيينَ (?) :
(اللهُمَّ هذا واحدٌ إنْ تَمَّا ... )
(أَتَمَّهُ اللهُ وقد أَتَمَّا ... )
(إنْ [تغفرِ اللهّمَّ] تَغْفِرْ جَمَّا ... )
(وأيُّ عَبْدٍ لكَ لا أَلَمَّا ... )
وكانتْ تَلْبِيَةُ الأنصارِ (?) :
(لَبَّيْكَ حَجًّا حَقَّا ... تَعَبُّداً ورِقَّا)
(جئناكَ للنصاحة ... لم نأتِ للرّقاحة)
هذا جميع ما سَمِعْنا من التَّلابي.
ثُمَّ القولُ في جميعِ الشهور التي بَدَأْنا بذكرها قبلِ التلبيةِ: فمنها المُحَرَّمُ: فإذا جَمَعْتَهُ قُلتَ: المُحَرَّماتُ، بالتاءِ. فإنْ قُلتَ: الشهورُ المُحَرَّمةُ، بالهاء، فجائزٌ إذا جعلتَ المحرَّم صفةً، من حُرِّم فيه القتالُ، مِثْلُ المُكَرَّم [و] (?) المُمَجَّدِ.
فإنْ صيَّرْتَهُ اسماً للشهرِ قُلتَ: المُحَرَّماتُ، ولم تَقُلِ المُحَرَّمَةُ، فإنّما يكونُ ذلك في الصفةِ، مثلُ بَعِيرٍ مُقْبِلٍ، وإبلٍ مُقبِلَةٍ، وحِمارٍ مُسْرِعٍ، وحُمْرٍ مُسْرِعَةٍ.
إنْ قُلتَ: الأَشْهُرُ المحارمُ والمحاريمُ، على أنْ تعوضَ الياءَ من التثقيل الذي في المُحَرَّمِ إذا أَرَدْتَ الاسمَ كما يُجْمَعُ مُحَمَّدٌ فيُقال: محامِدُ ومحاميدُ. وليسَ بالسهلِ أنْ تقولَ (?) : محارِم، فتكسر الاسمَ، وأنتَ تُريدُ الفِعْلَ.
كما أنّكَ لو قُلْتَ في مُكَرَّمٍ ومُمَجَّدٍ: مكارِمُ ومماجِدُ، لم يكن بسهلٍ.