واعلم أنّ الذي لا غنى لمؤمن عنه ولا يتم إيمانه إلا به هو: العلم بأنّ الله ليس بناسخ مديحه، ولا حسن الثناء عليه، ولا أسماءه الحسنى، ولا ما أضيف من الصّفات العلى إليه، ولا ينسخ شيئا من أخباره عمّا كان أو يكون، لأنّ نسخ المديح ذم وتقبح ونسخ الأسماء الحسنى إثبات الأسماء السوأى، ونسخ الصّفات العلى إيجاب للصّفات السّفلى، ونسخ الأخبار انصراف المخبر من الصّدق إلى الكذب وعن الحق إلى الهزل واللّعب. وهذا من جوّزه على الله تعالى فيما مدح به نفسه، وأخبر به عباده الحد في أسمائه والله تعالى يقول:

وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ

[سورة الأعراف، الآية: 180] يقول أيضا: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ

[سورة الأنعام، الآية: 115] وهذا كاف، والاقتصار عليه واجب، لأنّ الكتاب لم يوضع لذلك فاعلمه إن شاء الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015