ثم الحدث الخامس على أرض فلسطين: نزول الخلافة الإسلامية في بيت المقدس، وهذه الخلافة الإسلامية هل هي خلافة الأمويين، أو العباسيين، أو خلافة العثمانيين؟
صلى الله عليه وسلم لا، الخلافة التي في آخر الزمان تكون على منهاج النبوة، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة -وهذه خلافة الخلفاء الراشدين- فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً) كما كان في دولة الأمويين والعباسيين وغيرهم، قال: (ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم يكون ملكاً جبرياً) يعني: بالسيف والنار والحديد، ولا يزال هذا إلى يومنا هذا، فمنذ سقوط الخلافة العثمانية إلى يومنا هذا والملك ملك جبري، قال: (ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت).
إذاً: آخر الأمر خلافة على منهاج النبوة، فقد كان في أول الأمر نبوة وخلافة على منهاج النبوة، ثم بعد ذلك ملك عاض، ثم جبري، ثم خلافة على منهاج النبوة، ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً عن الخلافة التي على منهاج النبوة، وهذا يدل على أن الناس ينتظرون الخلافة التي هي آخر الخلافة وهي على منهاج النبوة؛ لأن هذا بعد الملك الجبري الذي نحن بصدده، ولم يعد النبي الملك الجبري مرات ومرات إنما عده مرة واحدة.
والخلافة الراشدة هي التي تكون تحت راية المهدي المنتظر، لكن نحن ماذا نعمل؟ وما هو دورنا؟ هل نقف مكتوفي الأيدي والأرجل ننتظر المهدي المنتظر أم نهيئ له الزمان والمكان؟ نهيئ له المكان والزمان كل على حسب قدرته، لكل واحد سهم مضروب عليه لابد أن يؤديه، فـ المهدي المنتظر أنت لا تنتظر منه أن يصلح لك الكون وأن يرسله الله تبارك وتعالى أو يبعثه فينا ونحن في قمة الضلال والانحراف، فلابد من طائفة عظيمة من الأمة هي الطائفة المنصورة طائفة العلم والحق والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابد أن تساعد المهدي المنتظر، وتهيئ له المناخ.
واليهود والنصارى لا قيمة لهم ولا يساوون عند الله فلساً ولا عند المؤمنين، وانظر كل سنة إلى الأكذوبة هذه التي يقولون فيها بنزول المسيح على رأس كل ألف سنة، أليسوا هم يقولون هكذا؟! فماذا يعملون؟! من قبلها بشهر أو شهرين وسنة وسنتين يعدون المنطقة ويتكتكون ويخططون من أجل المسيح حين ينزل، ويأتون يقابلونه لو نزل، وهو في آخر الزمان ينزل لنا نحن وعليهم هم، وعيسى عليه السلام من أبطال الإسلام، وأتباع النبي محمد في آخر الزمان، وسيدمر أحلام اليهود والنصارى؛ لأنه سيقتل اليهود حتى آخر يهودي على وجه الأرض، يعني: سيفنى اليهود تماماً على يد عيسى ابن مريم، ثم يستدير بعد ذلك فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعو بدعوة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ويذهب إلى المسجد الحرام فيحج ويعتمر، ثم ينطق إلى المدينة فيزور قبر النبي عليه السلام، يعمل هذا رغم أنف الحاقدين، والله! لستم من عيسى ولا عيسى منكم، عيسى منا نحن، عيسى من أتباع نبينا الذي نعتز به ونحبه، عيسى لم يمت، بل رفعه الله إليه، هذه عقيدة المسلمين الموحدين، والإمام الذهبي يقول في كتاب (تجريد أسماء الصحابة): عيسى بن مريم عليه السلام آخر الصحابة موتاً على الإطلاق؛ لأن الصاحب هو: من رأى النبي ولو لحظة مؤمناً به ومات على ذلك، وعيسى عليه السلام رأى النبي في بيت المقدس وفي السماء، ولم يمت بعد، لكنه سيموت في آخر الزمان بعد أداء مهماته، فيكون حقيقة هو آخر الصحابة بنور إلهي قذفه الله تعالى في قلب الذهبي لم يسبق إلى هذا القول.