الصفة الرابعة: كونهم طائفة الحق الظاهرين عليه، أنا أذكر هذا من كتاب للأخ إبراهيم العلي: (القدس بين الحاضر والماضي)، قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، ولا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة)، وفي حديث عمران: (وأومأ بيده إلى الشام)، أي: أن الطائفة المنصورة مكانها في الشام.
وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن القتال ماضٍ في الأمة إلى قيام الساعة، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: (لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس)، فقام مالك بن يخامر السكسكي وقال: يا أمير المؤمنين! سمعت معاذ بن جبل يقول: وهم أهل الشام، فقال معاوية ورفع صوته: هذا مالك يزعم أنه سمع معاذاً يقول: وهم أهل الشام.
فالطائفة المنصورة هم أهل الشام، وكأن معاوية رضي الله عنه اتكأ واستند على هذه الراوية في إثبات أنه على الحق في قتاله مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لكن هذا في الحقيقة مخالف لما عليه أهل السنة، وهو أن علياً رضي الله عنه كان صاحب الحق، وأن معاوية كان متأولاً، وله من جبال الحسنات والفضل وكتابة الوحي ما يغفر له السيئات، وفي الجملة الصحابة ليسوا معصومين، وعلي رضي الله عنه أقرب الفئتين إلى الحق، وكل منهم محسن، ونترضى عنهم جميعاً، ونحبهم جميعاً، ونكره من يعاديهم ولا نترضى عنه.
وقال النبي عليه الصلاة والسلام لما سئل: فأين هم؟ أي: هذه الطائفة المنصورة، فقال: (ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس)، يعني: هم في بيت المقدس، وفي الأماكن والقرى المجاورة لبيت المقدس، وهذه بشارة عظيمة جداً.