الشام مصطلح عام يطلق على: سوريا، ولبنان، والأردن، وفلسطين، وأهمها فلسطين لما لها من قدسية بوجود المسجد الأقصى فيها، وأرض الشام كلها مسرح للأحداث وعلامات الساعة الكبرى، فأهمها إنما يدور على هذه الأرض المباركة، فهي أرض المحشر، وأنت لابد أن تحشر إليها، وأن تنشر فيها، والله تعالى يحاسبك في هذه الأرض المباركة، وهي أرض الإيمان والأمن، حيث الفزع والرعب الذي يعم العالم أجمع في آخر الزمان، والنار التي تخرج من عدن في اليمن -وهي من علامات الساعة الكبرى- تحشر الناس جميعاً إلى جهة الشام التي رعاها الله عز وجل وحفظها، فهي مرعية برعاية الله محفوفة بحفظه وأمانه سبحانه وتعالى، فهذه الأرض ليست كأي أرض، وليس لبقعة من بقاع الأرض حرمة وقدسية كما للقدس والشام حرمة وقدسية إلا مكة والمدينة.
أما مكة فإن فيها القبلة الدائمة إلى قيام الساعة، وأما المدينة فلوجود المسجد النبوي الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام: (صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام)، وفيها كذلك قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فهذه البلدان الثلاثة -مكة والمدينة والشام- بلدان لها قدسية خاصة، ومن زعم أن القدسية في مكة أو في المدينة دون الشام أو في الشام دون المدينة ومكة، أو في المدينة دون مكة والشام؛ فقد أعظم على الله تعالى الفرية، إنما هذه البلاد كلها ينبغي الحفاظ عليها بالدم والروح، حتى وإن لم يبق في المسلمين إلا مسلم واحد فيجب عليه أن يقاتل حتى يسترد هذا الحق المغصوب.