عَرَفْتُ حَدِيثَ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «إِذَا شَغَلَ عَبْدِي ثَنَائِي عَنْ مَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ» قُلْتُ: أَنْتَ حَدَّثَتْنِي عَنْ مَنْصُورٍ عَنْهُ، وَحَدَّثَنِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ -[980]- عَنْهُ قَالَ: فَهَذَا تَفْسِيرُ ذَلِكَ، أَوَمَا عَلِمْتَ مَا قَالَ أُمَيَّةُ بْنُ الصَّلْتِ حِينَ خَرَجَ إِلَى ابْنِ جُدْعَانَ يَطْلُبُ نَائِلَهُ، وَفَضْلَهُ؟ قُلْتُ: لَا قَالَ: قَالَ لَهُ:
أَأَذْكُرُ حَاجَتِي أَمْ قَدْ كَفَانِي ... حَيَاؤُكَ إِنَّ شِيمَتَكَ الْحَيَاءُ
إِذَا أَثْنَى عَلَيْكَ الْمَرْءُ يَوْمًا ... كَفَاهُ مِنْ تَعَرُّضِكَ الثَّنَاءُ
فَهَذَا مَخْلُوقٌ نُسِبَ إِلَى الْجُودِ، قِيلَ لَهُ: يَكْفِينَا مِنْ مَسْأَلَتِكَ أَنْ نُثْنِيَ -[981]- عَلَيْكَ، وَنَسْكُتَ فَكَيْفَ الْخَالِقُ جَلَّ وَعَزَّ؟