لإكمال الدين.
4- كان قد أرسل إليها نبي، ولكن كانت الحاجة تقتضي أن يرسل معه نبي آخر لتصديقه وتأييده.
وكل سبب من هذه الأسباب الأربعة قد زال بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ فلا حادة للأمة الإسلامية ولا أمة أخرى في العالم إلى أن يرسل إليها نبي جديد بعد محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد تولى القرآن بنفسه بيان أن بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة ولهداية الناس عامة؛ قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} 1.
وأيضا مما يدل عليه تاريخ الحضارة في الدنيا أن الظروف في العالم ما زالت منذ بعثته صلى الله عليه وسلم ولا تزال مهيأة بحيث من الممكن أن تصل دعوته إلى كل صقع من أصقاع العالم، وإلى كل أمة من أممة؛ فلا حاجة بعد ذلك إلى نبي جديد إلى أمة من أمم الدنيا أو صقع من أصقاعها؛ فذلك قد زال السبب الأول.
ومما يشهد به القرآن كذلك، تؤيده عليه ذخيرة كتب الحديث والسيرة أن التعليم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال حيا محفوظا على صورته الحقيقة، ولم تلعب به يد النسيان ولا التحريف والتبديل، وأما الكتاب الذي جاء به؛ فما وقع التحريف ولا النقص ولا الزيادة في أي حرف من أحرفه، ولا من الممكن أن يقع إلى يوم القيامة، وأما الهداية التي أعطاها للناس بأقواله وأفعاله؛ فإننا نجد آثارها ختى اليوم حية مصونة كأننا أمام شخصه صلى الله عليه وسلم وفي زمانه؛ فبذلك قد زال السبب الثاني.
ثم إن القرآن ليصرح كذلك بأن الله تعالى قد أكمل دينه بواسطة محمد