وأنه يجازي بنيته الأولى، وهو مروي عن الحسن وغيره ... " انتهى.

فتحفظوا على أعمالكم من الشرك أعظم مما تتحفظون على أنفسكم من أعدائكم، وأعظم مما تتحفظون على أموالكم من السراق؛ فإن خطر الشرك عظيم.

نسأل الله لنا ولكم السلامة والإخلاص في القول والعمل.

ب- إرادة الإنسان بعمله الدنيا:

إرادة الإنسان بعمله الدنيا نوع من أنواع الشرك في النية والقصد، قد حذر الله منه في كتابه، وحذر منه رسوله في سنته، وهو أن يريد الإنسان بالعمل الذي يُبتَغى به وجه الله مطمعا من مطامع الدنيا، وهذا شرك ينافي كمال التوحيد ويحبط العمل.

قال الله تبارك تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 1.

ومعنى الآيتين الكريمتين: أن الله - سبحانه - يخبر أن من قصد بعمله الحصول على مطامع الدنيا فقط؛ فإن الله يوفر له ثواب عمله في الدنيا بالصحة والسرور وبالمال والأهل والولد، وهذا مقيد بالمشيئة؛ كما قال في قوله تعالى في الآية الأخرى: {عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ} 2،وهؤلاء ليس لهم في الآخرة إلا النار؛ لأنهم لم يعملوا ما يخلصهم منها، وكان عملهم في الآخرة باطلاً لا ثواب له؛ لأنهم لم يريدوها.

قال قتادة: "يقول تعالى: من كانت الدنيا همه وطلبته ونيته؛ جازاه الله بحسناته في الدنيا، ثم يفضي إلى الآخرة وليس له حسنة يعطى بها جزاء، وأما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015