معرفة الصحيح)) من تأليفه يقول: نظرت في الكتاب الجامع الذي ألفه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله، وكتب إلي بإجازة روايته لي محمد بن يوسف الفربري راوي هذا الكتاب عنه بخطه، فرأيته كتاباً جامعاً، كما سماه لكثير من السنن الصحيحة، ودالاً على جمل من المعاني الحسنة المستنبطة التي لا يكمل لمثلها إلا من جمع مع معرفة الحديث ونقلته، والعلم بالروايات وعللها عالماً بالفقه واللغة وتمكناً منها كلها، ويتحرى فيها، ولم تطب نفسي بالاقتصار منه على الإجازة والكتابة وعرض لي أن أروض نفسي بقفو أثره، واحتذاء مثاله في إخراج نحو ما أخرجه من سماع رجاء أن يحصل لي به فضل معرفة، وجمع منتشر من حديثي يقرب علي وعلى من أراد مثلي تناوله، ولما سنح لي الشروع فيما ذكرته، قدمت استخارة الله تعالى عليه، وسألته التوفيق لي والإرشاد والعصمة، وأن ينفعني وغيري به.

فأخبرنا بجميع ((المدخل)) شيخنا أبو طاهر قراءةً عليه سوى يسير من أثنائه سبقني به القارئ، فهو لي منه إجازة، وذلك سماعه من ثابت، عن البرقاني، عن مصنفه، وقد سمع أيضاً من ثابت جميع كتاب ((الصحيح المخرج على كتاب البخاري)) للإسماعيلي بهذا الإسناد، وسمعنا منه شيئاً منه، وأجاز لنا روايته عنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015